مِلحُ الحياة

Writer: Sara Mandor

Editors: Nada Basyouni and Menna Makady


“وَعَدتُك ألا أُحبك .. ثم أمام القرار الكبير جبنت

وَ عَدتُك ألا أعود.. و عُدت

و ألا أموت إشتياقاً.. و مُت..

وَعدت بأشياء أكبر مني، فماذا بنفسي فعلت؟”

.. تَتَردد كَلِمات ماجدة الرومي بجواري و يتردد هذا التساؤل داخلي.. ماذا بنفسي فعلت؟ أبأيدينا نفعل؟

أؤمن أن للقدر و النصيب كلمته الآخيرة..

قرأت في إحدي الروايات مرة

” حين يريد لك القدر شيئاً يزج بك زجاً إلي خطوط لوحته”

و هذا يقلل من حيرتي.. لقد دفعت لحبك دفعاً..

لم تكُن صُدفة كل تلك الحوادث التي حدثت لتوصلني إليك، أؤمن أن كل ما يحدث يهيئنا للخطوة القادمة، و حين أتأمل كيف سِارت بي الدنيا حتي وصلت لك أُدرك أن الأمور لا تَحدث بعشوائية بل بترتيب عظيم .. حتي صارت كل

” لماذا حدث هذا؟” بداخلي “لك الحمد والشكر يا ربي لجعله مسك الختام..”

في مُخيلتي لطالما ظَنَنَت الحُب مثل الأساطير، أو لنقول كحكايات الأميرات.. يأتي فارس الأحلام لينقذهم من كل شيء..

لكن الواقع علمني أنك حين تكون مُستعداً لمثل ذاك الشعور ستفهم جيداً أن إنقاذك مهمتك وحدك، أما الحبيب يأتي كَي يكون بجوارك و أنت تفعل هذا.. !

الحب ليس للأوسم، و لا للأخف ظلاً.. أنت تقع في حب من تحب ذاتك مَعه، من يُشعرك أنك تستحق الحب رغم كل شيء.. مرآة الحب ليست عمياء، أنت تراه و تحبه علي عيبه، أنت لست معمي، أنت تَتَقبله كما هو و هذا ما يضيف الأمان.. ذاك أعلي منزلة في الحب من وجهة نظري..

حين تَنظُر له تدرك إبداع الخالق، كيف لشخص أن يكون جميلاً في كل التفاصيل؟

الوجه يبتسم للجميع، أما القلب فيبتسم لأحدهم فقط..

الحب ليس دافع للمعصية، حين تحب أحدهم بصدق تريده دنيا و جنة.. دنيا كي يكون جنتك علي الأرض.. و جنة لتحظي به دون خوف الفقد و ألم الإشتياق..

المحب و إن شح اللقاء موصول بحبيبه..

و إن عظَم ذنب الحبيب غُفر..

و إن مرضَ الحَبيب تألم قَبلهُ..

و إن ساء الحبيب ظن ظناً حسناً..

المُحِب لا يَقسي حتي لو قسي الحبيب..

و لا يحرم حتي في أشد لحظات ظمأه بسبب جفاء حبيبه..!

و لو خيرنا.. لأخترناه من جديد.. !

و لو رجع الزمن للوراء لتبعنا كل حدث أوصلنا بالمحبوب.. !

مهما حدث.. في كل يوم و كل فرصة نختاره من جديد.. !

قد لا يكون الحب عموداً أساسياً يستوجب وجوده لَنحيَ كالماء و الهواء.. لكنه ك الملح للحياة..

أيطيب الطعام دونَ ملح؟

هكذا.. لا تطيب الحياة بدونه!